التحرر من قيود المثالية في التصميم | رحلة مصمم في عالم الإبداع
Jun 12, 2025
رحلتي مع المثالية في التصميم. قصة بدأت من سنين، وتعلمت منها دروس غيرت نظرتي للإبداع والتصميم بشكل جذري.
بداية الرحلة مع المثالية
كل مصمم يبدأ رحلته بحلم الكمال. كنت أجلس ساعات طويلة أمام الشاشة، أعدل في التفاصيل الصغيرة، وأبحث عن الكمال في كل جزء. أذكر مرة قعدت عشر ساعات على مشروع واحد - أعدل، أغير، أرجع، وأعيد من أول وجديد. النتيجة؟ إرهاق تام وعدم رضا مستمر.
في البداية، كنت أعتقد أن هذا هو الطريق الصحيح للتميز. لكن مع الوقت، بدأت أفهم إن المثالية صارت قيد يمنعني من التقدم والإبداع الحقيقي.
العواقب اللي ما كنت أتوقعها
التأثير ما كان فقط على جودة العمل، بل امتد ليشمل كل جوانب حياتي المهنية. صرت أخاف من بدء المشاريع الجديدة. كل فكرة كانت تمر في بالي كنت أأجلها - "بس أتعلم هالبرنامج"، "بس أشوف كورس ثاني"، "بس أطور مهاراتي شوي". وهالـ"بس" ما كانت تخلص.
الأسوأ من هذا كله كان الشعور المستمر بأني مو موجاهزة. كنت أشوف شغل المصممين الثانيين وأحس ان تصاميمي ولا شي. هالشعور، اللي نسميه متلازمة المحتال، كان يأكل من ثقتي بنفسي في بدايتي.
نقطة التحول
التغيير بدأ في يوم كنت فيه أشتغل على مشروع لعميل مهم. المشروع اللي كان المفروض ياخذ أسبوع وامتد لثلاث اسابيع. الحمدلله اني كنت متفقة مع العميل على شهر ، بس أنا كنت أعذب نفسي بالتعديلات والتدقيق على كل شي بدقة متعبة. وفي لحظة تعب سألت نفسي: "من اللي بيستفيد من هالكمال اللي أدور عليه؟"
هذا السؤال غير نظرتي للتصميم بشكل جذري. بدأت أفهم إن الإبداع الحقيقي ما يجي من الكمال، بل من القدرة على التعبير الصادق عن الفكرة.
الدروس المستفادة والتطبيق العملي
بدأت أطبق منهجية جديدة في شغلي. صرت أحط خطة واضحة لكل مشروع ، وقت للبحث، وقت للتصميم، ووقت للتعديلات. والأهم من كل هذا، صرت أحط وقت نهائي ما أتجاوزه.
تعلمت إن العمل الجيد ما يحتاج يكون مثالي. أحياناً، البساطة والوضوح أهم من التعقيد والتفاصيل الزايدة. وأكتشفت إن بعض "الأخطاء" تعطي للتصميم شخصية وتميز ما نحصله في التصاميم المثالية.
شلون نبدأ التغيير؟
تجربتي علمتني إن التغيير يحتاج خطوات عملية واضحة. قاعدة الـ 80/20 كانت نقطة تحول في مسيرتي المهنية. هالقاعدة تقول إن 80% من النتائج تجي من 20% من الجهد. في التصميم، هذا يعني إنك تركز على العناصر الأساسية اللي بتحدث أكبر تأثير.
ما كنت مستوعبة الفكرة لم كنت اسمع عنها بس بعد مافهمتها طبقتها في شغلي، على سبيل المثال، في أحد المشاريع الأخيرة، بدل ما أقضي ساعات في تعديل تفاصيل الرسمة ، ركزت على التكوين الأساسي للباترن والتكرار الصح. النتيجة؟ العميل انبهر بالتصميم، وما لاحظ حتى التفاصيل اللي كنت بقضي عليها وقت طويل قبل.
العمل السريع
استخدم طريقة أسميها التصميم السريع
- أول نصف ساعة: رسم سكتشات سريعة (3-5 أفكار)
- ساعة للتنفيذ الأولي للفكرة المختارة
- نصف ساعة للمراجعة مع نفسي
- ساعة للتحسينات الأساسية
الطريقة هذه استخدمها أحيانا لم أكون أصمم لمحفظتي وليس لعميل مخصص
قاعدة التقييم الذاتي
عندي قائمة أسئلة أراجعها مع كل تصميم
- هل التصميم يحقق الهدف الأساسي؟
- هل العناصر الرئيسية واضحة؟
- هل الرسالة تصل بسرعة للمتلقي؟
إذا الإجابة "نعم" على هالأسئلة، معناها التصميم جاهز.
للمصممين اللي يمرون بنفس التجربة، أقول: لا تخلون المثالية تسرق منكم فرحة الإبداع. التصميم فن، والفن ما له قواعد ثابتة. كل تجربة، حتى لو ما طلعت مثل ما تتوقعون، هي خطوة في رحلة التطور.
تذكروا دايماً ، المثالية مو هدف، هي رحلة. وأحياناً، أجمل اللحظات في هالرحلة تجي من الأخطاء والتجارب غير المتوقعة.
التوازن مهم في كل شي. المثالية زينة، بس مو على حساب الإنجاز والإبداع. خل هدفك يكون التطور المستمر، مو الكمال المستحيل. وتذكر، كل مشروع هو فرصة تعلم، مو امتحان للمثالية.
أنت قوة ابداعية
مجتمع نسائي مبدع اونلاين
ابق على تواصل معنا
سجل بريدك الالكتروني لتصلك معلومات وفوائد عن هذا العالم الابداعي الجميل